اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.. أول سفينة تغادر ميناء أوديسا إلى لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 6
السفينة "رازوني" التي تحمل علم سيراليون تغادر ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود ضمن اتفاق تصدير الحبوب - 1 أغسطس 2022 - Twitter/OlKubrakov
السفينة "رازوني" التي تحمل علم سيراليون تغادر ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود ضمن اتفاق تصدير الحبوب - 1 أغسطس 2022 - Twitter/OlKubrakov
أنقرة/ دبي - وكالاتالشرق

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، أن أول سفينة محملة بالحبوب، غادرت ميناء أوديسا الأوكراني متجهة إلى لبنان، وذلك ضمن اتفاق تصدير الحبوب، لافتة إلى انطلاق مزيد من السفن تباعاً.

وأوضحت الوزارة أن السفينة "رازوني" المحملة بـ26 ألف طن من الذرة، والتي ترفع علم سيراليون، غادرت ميناء أوديسا، باتجاه مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل إلى المياه التركية، الثلاثاء. وستواصل طريقها إلى وجهتها إثر عمليات تفتيش ستتم في إسطنبول".

وقال مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، والذي يتابع عملية تصدير الحبوب الأوكرانية، بموجب الاتفاق الموقع بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركية ورعاية الأمم المتحدة، إن السفينة تحمل 26 ألف طن من الذرة، ومن المتوقع أن تصل المياه التركية، الثلاثاء. 

وبنيت سفنية "رازوني" في عام 1996، ويبلغ طولها 186 متراً وعرضها 25 متراً، وهي قادرة على حمل 30 ألف طن من الحبوب.

وقال وزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف، إن السفينة غادرت ميناء أوديسا في الساعة 6:15 صباحاً بتوقيت جرينيتش. 

وكتب على تويتر: "غادرت أول سفينة حبوب منذ العدوان الروسي الميناء. بفضل دعم جميع البلدان الشريكة لنا وللأمم المتحدة، تمكنا من التنفيذ الكامل للاتفاق الموقع في إسطنبول".

وأضاف: من المهم بالنسبة لنا أن نكون أحد الضامنين لأمن الغذاء.

17 سفينة

وقال مسؤولون في الرئاسة الأوكرانية إن 17 سفينة رست في موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود وعلى متنها ما يقرب من 600 ألف طن من البضائع. وكشفوا أن من بينها 16 سفينة تحمل حبوباً
أوكرانية بحمولة إجمالية تبلغ نحو 580 ألف طن.

وتوقفت شحنات أوكرانيا عبر البحر منذ فبراير الماضي، بالتزامن مع انطلاق الغزو الروسي، ما أدى إلى
ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب وزيوت الطعام والوقود والأسمدة.

ونفت موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء، وألقت باللوم على العقوبات الغربية في تباطؤ الصادرات وعلى أوكرانيا لقيامها بتلغيم مياه الموانئ.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، الجمعة، استعداد بلاده لشحن الحبوب من موانئ البحر الأسود، في انتظار إشارة البدء من الأمم المتحدة وتركيا لتصدير الشحنات، وفق الاتفاق.

وقال مكتب زيلينسكي، إن الرئيس زار ميناء تشورنومورسك المطل على البحر الأسود، والذي تحاصره روسيا، للاطلاع على الاستعدادات لتصدير الشحنات بموجب الاتفاق.

ونقل مكتب زيلينسكي عنه قوله: "جانبنا مستعد تماماً. أرسلنا كل الإشارات إلى شريكينا- الأمم المتحدة وتركيا، وجيشنا يضمن الوضع الأمني".

موسم مختلف

وتواجه أوكرانيا، والتي تعتبر من موردي الحبوب الرئيسيين في العالم، صعوبات في توصيل محاصيلها للمشترين بسبب الحصار الروسي لموانئها على البحر الأسود.

وحذر الرئيس الأوكراني، الأحد، من أن محصول هذا العام من الحبوب قد يكون نصف الكمية المعتادة، بسبب الغزو الروسي. وكتب زيلينسكي على تويتر: "محصول أوكرانيا هذا العام مهدد بأن يكون أقل بمقدار النصف".

وأضاف: "هدفنا الرئيسي هو تجنب حدوث أزمة غذاء عالمية بسبب الغزو الروسي. ما زالت هناك طرق بديلة لتسليم شحنات الحبوب".

وكانت روسيا وأوكرانيا وقعتا اتفاقاً، في 22 يوليو، بوساطة أنقرة والأمم المتحدة، من أجل إعادة تصدير الحبوب والأسمدة بعد توقفها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ضمن مساعي تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وافتتحت تركيا، مقر الإشراف على تصدير الحبوب، في إسطنبول، ليكون مركزاً للتنسيق المشترك بشـأن عمليات المغادرة من ثلاثة موانئ أوكرانية، إذ يتعين على السفن الإبحار بعيداً عن الألغام، وسيقوم المركز بتفتيش السفن القادمة بحثاً عن أسلحة، على أن تمر جميع السفن عبر المياه التركية.

وهو يضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا فضلاً عن تركيا والأمم المتحدة.

ويسجل المركز السفن التجارية المشاركة في نقل الحبوب ويتتبعها عبر الإنترنت والأقمار الاصطناعية ويشرف على تفتيشها لدى تحميلها في الموانئ الأوكرانية ولدى وصولها إلى المرافئ التركية.

احتجاز سفينة في لبنان

وعلى الرغم من معاناته أزمة اقتصادية وغذائية طاحنة، أمرت السلطات القضائية في لبنان، السبت الماضي، باحتجاز سفينة تحمل دقيقاً في ميناء طرابلس (شمال)، إثر ادعاء أوكرانيا بأن "حمولتها مسروقة"، وذلك لحين انتهاء التحقيقات.

وأمر النائب العام اللبناني القاضي غسان عويدات بالحجز على الباخرة، وكلّف قوى الأمن الداخلي والمديرة العامة للجمارك بإجراء التحريات بشأنها.

وقال عويدات لـ"الشرق" إن التحقيق "لم يحدد حتى الآن ما إذا كانت حمولة القمح مسروقة أم لا"، موضحاً أنه كلّف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي (جهاز أمني) بالمشاركة في التحقيقات، والتدقيق في أوراق الباخرة والبوليصة العائدة لحمولة السفينة ومصدرها، و"تحديد ما إذا كانت مزوّرة".

وتابع النائب العام التمييزي: "طلبت من شعبة المعلومات التواصل المباشر مع السفارتين الروسية والأوكرانية في لبنان، للتثبّت مما إذا كانت البضاعة مسروقة".

وذكر عويدات أن "صاحب الباخرة تركي الجنسية، ولديه مكتب شحن في مدينة طرابلس". وكشف أن "نصف الحمولة مخصص لسوريا، والنصف الآخر للبنان، إلّا أن صاحب البضاعة، وهو سوري الجنسية، صرف النظر عن تفريغ كمية لبنان، وسيعيدها إلى مرفأ طرطوس بعد انتهاء التحقيقات، والإفراج عن الباخرة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات